دليل المبتدئين للدخول في عالم العملات الرقمية

التحدث أمام العامة عن البيتكوين و غيره من العملات الرقمية ليس بالفكرة الجيدة لأنه أولا، قلة قليلة فقط تعلم بها خاصة في العالم العربي. و ثانيا، أسعار العملات هذه الأيام تجعل تعليق الأمال المستقبلية بها أمرا صعبا. بالتالي، لا يمكن أن نقول أمام الناس أننا يوما ما، سنحقق ثروة من العملات المشفرة و نحن أولا، ليس لدينا العلم الكافي للمناقشة. و ثانيا، لسنا قادرين على إتخاذ القرارات الإستثمارية دون اللجوء إلى تحليلات أخرى، و هذا يكون عادة بسب عدم البحث و إعطاء الوقت للإحاطة بالتكنولوجيا التي تقوم عليها هذه الصناعة أو هذا المجال.

إليك بعض الخطوات أو النصائح التي ستساعدك في الإعتماد على نفسك و الشعور بحرية إختيار القرارات الإستثمارية، و أيظا المناقشة و الدخول في الموضوع مع أشخاص قد يفوقونك علما و خبرة في المجال.

استثمر وقتك في تعلم الأساسيات

لا يمكن أن تحقق أي ربح يذكر دون أن يكون لك علم بخصائص البلوكتشاين إلا عن طريق الصدفة، خصائص العملات الرقمية عموما دون الدخول في نوعها و إسمها، خصائص السوق و طبيعة الشركات التي تلعب دورا كبيرا جدا في التأثير على قيم العملات المشفرة.

إبدأ في تعلم هذه الأساسيات لرأيت أوضح و منظور أوسع، و لا تغلق باب التعلم أبدا على نفسك خاصة في هذا المجال. عالم العلمات الرقمية له خصائص رقمية بحتة، سرعة التغير و صعوبة التنبأ بالتحركات المستقبلية. لذا كن دائما على إطلاع بالأخبار و ذلك بتحديد مصادر موثوقة لذلك.

قم بالبحث المفصل قبل اتخاذ قرار استثماري

في معظم الأحيان، تتأثر قراراتنا بأراء المحللين الكبار. فنقوم بالدخول في صفقة و نحن لا نعلم السبب وراء ذلك، مما يلغي احتمالية دخولنا و خروجنا من الصفقة في الوقت المناسب. و هذا سيعود و بدون شك على نتيجة التبادل الذي قمت به.

اتخاذ قرار استثماري طويل الأمد في عملة تود أن يرتفع سعرها بعد مرور زمن معتبر دون قراءة ورقة المشروع و تفاصيل الخطوات المنتهجة من قبل الشركة المشرفة على العملة هو قرار و للأسف كارثي كارثي كارثي جدا جدا. لأنه و بدون استثناء، لم تعرف أي عملة حققت لأصحابها الثروة دون أن يكونوا بدورهم ملمين بها بل و في معظم الأحيان مشاركين في تأسيسها. و ماعدا بعض العملات التي تعد على الأصابع مثل البيتكوين، ليس هنالك عملة ترتفع و تحافظ على ارتفاعها نسبيا مع سعرها الأولي. لذا لا تعول كثيرا على تكرار سيناريو بداية البيتكوين عندما حقق ناس عاديون ثروة دون علمهم بحقيقة امتلاكهم لعملة ذات قيمة كبيرة.

لا تقم بإستثمار مبلغ لا يمكنك تحمل خسارته

هذا الفعل قد يخرجك من اللعبة نهائيا و أنت لديك ما لديك من الإمكانيات العقلية و الرغبة في العمل. عدم التفكير مليا في كمية المال الذي سيدخل الصفقة هو خطأ فادح جدا.

هنا يدخل أيظا قيامك بالبحث المفصل حول العملة التي تود الإستثمار فيها. فإذا رأيت أن سعرها لا يمكن ان يحافظ على قيمته بعد الإرتفاع المرتقب فلماذا المخاطرة بالدخول بمبلغ كبير يمكن أن تحتاجه في الدخول إلى صفقة أخرى. و لماذا الإبقاء على الصفقة مفتوحة و احتمالية صقوط سعرها في تزايد، و لماذا أصلا الدخول فيها و أنت لست مؤهلا كفاية لمعرفة مستقبل السعر. قد لا تكون مؤهلا لفتح الصفقة مع أنك ذو خبرة في تداول العملات الرقمية، مثلا قد لا يكون لديك الوقت الكافي للبحث، قد لا يكون لدبك الوقت الكافي لمراقبة التغيرات و الأخبار التي يمكن أن نطرأ في السوق و التي يمكن أن تقلب اللعبة رأسا على عقب. أو ببساطة، قد لا يكون لديك المال الكافي لتحقيق ربح يذكر، ولما المخاطرة و التفريط في فرص أخرى أكثر وعدا بالربح.

لا تستعجل أبدا في الدخول بأمر في السوق، و لا تتأثر بزخم الموضوع، راقب دائما حجم حسابك.

إمتلك منظور طويل الأمد

حتى و إن كنت تقوم بتداول العملات الرقمية لتحقيق الربح قصير الأمد، لابد من أن تعرف بأن هذه التكنولوجيا بكل ما فيها لازالت حديثة الولادة، و لم يعرف بعد حقيقة إمكانياتها و كيف لنا الإستفادة منها بشكل كافي و كبير.

يمكن أن تكون مهتما بمجموعة من العملات الآن، هذه العملات ساعدتك على تحقيق الربح، أمر جيد جدا. ماذا سيغر علمك بحقيقة التكنولوجيا و حداثتها و صغر سنها؟ يمكن أن تظهر عملات أخرى ذات ميزات مستوحات من الخبرة المكتسبة من العملات الأولى. و بالتالي، لا تغلق باب الإطلاع على نفسك، وكن دائما حاملا لمنظور طويل الأمد.

هنالك أشخاص إشتروا البيتكوين لما كان سعره لا يتجاوز 0.3$ و قاموا ببيعه لما وصل سعره إلى 8$. لو علم هؤلاء الناس بحقيقة إمكانيات هذه العملة، و لو قرؤوا ورقة بحث البيتكوين لما تسرعوا في بيعه، و لكانت لديهم نظرة مستقبلية و هدف سعري أكبر من 8 دولار بكثير.

 

هذه هي النقاط التي اريدك أن تركز عليها. طبعا هنالك أمور أخرى، تبقا لك أن تتعلمها عبر الخبرة و التجربة. ما أعطيته لك الآن هو ما سيحميك من الوقوع في أخطاء لا يمكن تداركها. و أيظا ما من شأنه أن بوفر عنك الكثير من الوقت و التعب و الإحباط.